زلزال سوريا وارتداداته الإعلامية الهاشمي أنموذجا
د. عبد الناصر المهداوي
8/1/2025
في أمسية يوم السبت 4/1/2025 عقدت ندوة حوارية بعنوان مقاربات سياسية لتعزيز التعايش المشترك... وقبل يومين من انعقاد الندوة وردتني الدعوة الآتية (يسر منظمة متحدون ضد العنصرية والطائفية بالتعاون مع مركز مقاربات للتنمية السياسية دعوتكم لحضور ندوة حوارية بعنوان: مقاربات سياسية لتعزيز التعايش المشترك مع أ. طارق الهاشمي نائب رئيس جمهورية العراق سابقاً، عضو الأمانة العامة في منظمة متحدون يدير اللقاء: أ. مؤيد حبيب) فاستجبت ولبيت الدعوة وكان المكان الذي عقدت به هذه الندوة الحوارية قريبا من مكان سكني هذا فضلا عن كون الأستاذ الهاشمي يعد من قياداتنا في العمل السياسي في العراق الذي استهل من بعد عام 2003، ويومها كان أمينا عاما للحزب الذي كنت اعمل من خلاله، وكذلك كان في منصب نائب رئيس الجمهورية في الوقت الذي كنت فيه أدير محافظة ديالى بالشراكة مع الأحزاب التي شكلت الإدارة المحلية لمحافظة ديالى في 2009. فضلا عن ذلك تربطني بالأستاذ الهاشمي علاقة وثيقة لم تنال منها الأحداث بعد ذاك حين افترقت وجهتنا السياسية وتغيرت بوصلتنا... على كل حال كان لا بد من هذه التوطئة للوقوف على حقائق الأمور.... في الندوة الحوارية تحدث الأستاذ الهاشمي على ضرورة التعايش المشترك كقيمة عليا في المجتمعات المختلطة وذهب إلى تفاصيل كثيرة يدلل من خلالها على صوابية ما يتكلم به فضلا عن تراكم تجريبي في الاتجاه المعاكس اكتوى بناره لذا فهو ينصح المستمعين ومن ورائهم بضرورة تكريس مفهوم التعايش وعدم إقصاء الآخر... الحقيقة وجدت في نفسي شيئا غير منطقيا من خلال استماعي وتساءلت في نفسي؛ هل فعلا ما تحتاجه الساحة السورية اليوم هو التعايش بدلا من أن يستفيد الحضور من تجربة الهاشمي كمشارك في العملية السياسية العراقية من خبرته في باع تشكيل الدولة ومؤسساتها والسلطات التي تدير البلاد والفصل بين السلطات وغيرها...صحيح أن الحضور من شباب مقيم في تركيا لا صلة له بالأحداث السورية على الساحة السياسية...لكن مثل هذه المحاضرات تسجل وتنقل ويستفيد منها الجميع... حتى أني افصحت عن رأيي في المداخلات وقلت أن العنوان قد يكون اختيارا ليس دقيقا لطبيعة متطلبات المرحلة الحالية ودافع صاحب المركز الأستاذ مؤيد عن اختياره... وتبين لي فيما بعد أن هذا البرنامج بهذا العنوان من اختيار الأستاذ الهاشمي نفسه...فتعجبت في نفسي من رجل عانى من ويلات الإقصاء والتهميش والاستهداف السياسي ينبري لنصح الآخرين بضرورة اعتماد التعايش المشترك كضرورة قصوى في هذه المرحلة... غير ان الموضوع برمته في تقديري الآني لا يشكل شيئا فالحوار محدود المكان والزمان، والحضور كانوا بعيدين عن الانشغال بالمواضيع السياسية ويقينا ليس لهم أي صلة بالإدارة الجديدة لا من قريب ولا من بعيد، ولا ادل على ذلك وجودهم في تركيا... المهم حين النهى اللقاء عدت إلى مكاني من غير أن يشغلني الموضوع كثيرا...
بعد يومين تفاجأت بزوبعة على التواصل الاجتماعي تتحدث عن حراك الأستاذ الهاشمي ولقائه باتباع السيد أحمد الشرع وأن حديثه كان موجها إليه وتم التخرص عليه بما لم يقل ولو بكلمة واحدة... وحين بحثت ودققت بالمواقع رصدت الآتي؛
طارق الهاشمي: تحرر سوريا انتصار عربي على المشروع الإيراني.. والعراق سيحرر قريبا،
هف بوست عراقي: في لقاء جمع السياسي العراقي طارق الهاشمي مع ممثلين عن الإدارة السورية الجديدة، أشاد الهاشمي بالتطورات الأخيرة في سوريا، معتبرًا إياها "انتصارًا للعرب على المشروع الإيراني".
وفي كلمته أمام مجموعة من أنصار أحمد الشرع "الجولاني"، عبّر الهاشمي عن سعادته بما وصفه بـ"تحرر سوريا"، مشيرًا إلى أن "العراقيين المظلومين من أهل السنة سعداء بما حققته سوريا وسيزورونها بشكل مكثف "، وقال انه يأمل في لقاء الشرع قريبا. وأضاف الهاشمي أن ما حدث في سوريا يعزز الأمل بتحرر العراق من النفوذ الايراني.
انتهى نص موقع هف.... وتوالت صور وفيديوهات موظفة الحدث بما يناسب توجهاتها واتصل العديد بي مستفهما عن صحة ما نشر... وتكلمت بأن الأستاذ الهاشمي لم يتفوة بكلمة واحدة مما كتب ولم يتناول الحوار إيران أو غيرها من أدواتها لا من قريب ولا من بعيد، لا بل لم يوظف الأستاذ الهاشمي ما تعرض له من ظلم واضطهاد وإقصاء من خلال كلمته بله أن يتشفى بما حدث.
الحقيقة لم أتفاجأ كثيرا من القدرة المتخيلة لدى بعض الإعلاميين لكوني أعلم بأن الإعلام لا ينشر خبرا عن (إنسان عضه كلب بل عن كلب تعرض للعض من إنسان) بهذه المماحكات يتعكز جل الإعلام، وحين يرصد موقع ما مغمور لا يأبه به أحد وغير معروف خبرا كهذا الخبر تراه ينسج في مخيلته ما يراه يجلب تصفح موقعه ولا يبالي عن أي أكاذيب أو افتراء يتكلم، مع اعتبار لو كان الأمر كما ذكر الموقع لعد من حق الأستاذ الهاشمي أن يتكلم بذلك بل بأبعد من ذلك بسبب فداحة وجسامة ما تعرض له وأفراد حماياته وموظفيه من ظلم واضطهاد واستهداف سياسي يقينا سيفضح كل من تسبب به مهما طال الزمن، ولا بد للعدالة أن تنجلي في قابل الأيام بعد أن تحسن الواقع العراقي نسبيا، وبات من الضرورة بمكان أن نعيد تسليط الضوء على بعض ما تعرض له الأستاذ الهاشمي مطالبين أصحاب القرار في العراق الاستدراك ورقع الظلم عنه وانصافه وإعادة الاعتبار له... وإن تم ذلك فهو في صالح متخذ القرار قبل الأستاذ الهاشمي فالظلم ظلمات وإن لم ينصف اليوم غدا عند الله تجتمع الخصوم... لذا سنتكلم عن شخص الهاشمي السياسي وما تعرض له من ظلم واستهداف سياسي أضر بسمعة العراق وأصحاب القرار يومها..