منذ 2003 يشغل تفكير عديد من النشطاء العراقيين تساؤلات كبرى حول بناء السلام والتماسك الاجتماعي والتطرف, وبذل المجتمع المدني والجهات التابعة الى الدولة الجهود الكبيرة للتعامل مع تلك الاشكالات محاولة الاجابة عن تلك التساؤلات, ونعتقد ان التجارب السابقة لكل من المشتغلين ستقدم لنا اليوم حصيلة جيدة يمكن عبرها التقدم الى الامام بخطى اكثر وثوقا ووضع خلاصات وافكار تهدف الى تحقيق أثر فاعل في الواقع المجتمعي العراقي.
وعلى مدى سنوات من العمل وتبادل الحوارات نحاول وضع خلاصات للافكار والرؤى المتنوعة التي اقترحها عدد من الفاعلين والاكاديميين في حقل بناء السلام في العراق, وبناء البحث الحالي وفق تلك الملاحظات والافكار المتعددة. يركز البحث على العوامل المتسببة بإثارة التطرف وتحوله الى السلوك العنيف, ومحاول تفسير هذه الظاهرة المركبة وان كانت تتشابه مع ظاهرة التطرف التي انتشرت في العالم من حيث الشكل الظاهري الا انها تتميز عنها بالظروف الموضوعية التي شكلتها, وبالتالي فكثير من التفسيرات غيرالعراقية لاتفسر ما يحدث في العراق, والكتابات التي خصصت للواقع العراقي ما هي الا انطباعات لبيئة غير عراقية تحاول الاجابة عن سؤال لماهية للظاهرة, ربما تلك الكتابات تسببت بايجاد جهود دولية لمنظمات كبرى وبرامج وانشطة لكنها استندت الى توصيف لاينطبق على البيئة العراقية, وايضا عديد من الكتاب العراقيين استلهموا تلك الكتابات لتفسير ظاهرة التطرف.
جاء البحث ضمن نشاط انبثاق المرصد العراقي للوقاية من التطرف والذي يهدف الى جمع الجهود الفاعلة وتعزيز تبادل الخبرات حول اللموضوع داخل وخارج العراق للوقاية من التطرف, ايضا سيكون البحث مدخل لبناء خطة وطنية للوقاية من التطرف, اشتركت مجموعة من منظمات المجتمع المدني في دعم البحث عبر الحوارات والافكار والرؤى التي تفسر الظاهرة, والمقترحات لوضع الحلول والبرامج لتجاوز الكراهية نحو الاعتدال.
حاولنا الاختصار قدر الامكان وتركيز الافكار لتقديم مادة مكثفة ومحاولة لتفسير ظاهرة التطرف في المجتمع العراقي, وايضا لتفسير غياب الاعتدال في التصورات الاجتماعية لمختلف الجماعات العرقية الكبرى في العراق.