القسم الاول :
امكانية ان تتحول ايران الى دولة نووية وهل سيسمح الغرب بذلك وما مستوى التدخل الغربي حيال ذلك وما تاثير ذلك على الوضع العراقي الحالي ؟
مطلب رقم 1
ان المؤشرات التي تحدد امكانية ان تتحول ايران الى دولة نووية واضحة من خلال التقارير التي تشير ان ايران استطاعت ان تحصل على التقنية النووية عبر الاستفادة من الاتي:
ان ايران وخلال الحرب العراقية الايرانية قد عبرت اشواط ولكن كانت متواضعة بسبب الانهاك الحربي الذي تعرضت له خلال الحرب وما ترتب عليه من استنزاف سياسي وعسكري واقتصادي .
ان ايران تلقت دفعة قوية في مجال تطوير البرنامج النووي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وتبعثر الخبرة النووية السوفيتية وهذا الامر ادى الى ان البرنامج النووي الايراني قد شهد تطور ملحوظ .
كما ان الخبرة الصينية قادت ايران الى تحقيق تطور واضح ايضاً وهذا كان يمثل عامل مساعد اخر بالنسبة لها .
ان ايران قد اعتمدت استراتيجية اساسية في التسعينات مفادها امتلاك ايران القدرة النووية ودخولها في النادي النووي العالمي .
ان الاستراتيجية الامريكية التي اعتمدت في التسعينات ضد العراق وايران والتي سميت بالاحتواء المزدوج لعبت دور واضح في تفرد ايران بالساحة الداخلية والبناء الداخلي بينما كانت دفة المواجهة منصبة تجاه العراق وهذا قد يكون سببه ان من الصعوبة على الولايات المتحدة فتح جبهتين في ان واحد لكن الامر بالنسبة لايران قد اعتبر فرصة تاريخية وهذا الامر قد اسهم في تطوير البرنامج النووي الايراني .
ولذلك فان المتوقع ان ايران تمتلك التكنولوجيا النووية وعملت على ضرورة الاستفادة منها في تحول ايران الى دولة نووية والملف النووي الايراني يشهد تطور ملحوظ وهذا ما يفسر التخوف الغربي من مثل هذا التحول الاستراتيجي .
مطلب رقم 2
ان وقف الغرب من القضية حيث تسعى الولايات المتحد الى استدام اربا كمفاوض مباشر مع ايران من خلال اعطاء فرصة للدبلوماسية حيث من المتوقع ان الفترة الحالية وبسبب طبيعة التغييرات التي شهدتها ايران على صعيد انتخاب رئيس الجمهورية احمدي نجاد فان الولايات المتحدة متوفة من الاتجاهات الجديدة في السياسة الايرانية وخصوصاً في موضوع الملف الامني الذي اعربت فيه ايران ان الامر يمثل لها خطوط حمراء وبالتالي فان الولايات المتحدة تجد ان لتحرك السياسي مطلوب لكبح جماح السعي الايراني نحو المشروع النووي ، ومن المتوقع ان ايران قد تلجاء الى سياسة تهدئة يشهدها تصعيد محسوب وبالمقابل فان الولايات المتحدة سوف تعطي للدبلوماسية ان تاخذ طريقها عن طريق الاترويكة الاوربية لحين تتمكن الولايات المتحدة من استكمال المشاريع الامريكية القائمة وبرامجها السياسية والعسكرية في العراق وافغانستان .
ومن المتوقع ان ايران سوف تلعب بروقة العراق كورقة ضغط على امريكيا من خلال الاستفادة من طبيعة الاختراق الذي حصلت عليه في العراق سياسياً واقتصادياً وامنياً وبالتالي فان هذا الامر ومع وجود كومة الجعفري قد يجعل من العراق ورقة ضغط خطيرة على امريكيا وعليه تطمح الولايات المتحدة الى استكمال متطلبات العملية السياسية في العراق من صياغة الدستور واجراء الانتخابات على امل ان تسفر نتائج الانتخابات القادمة عن تغيير ملحوظ في العراق لصالح المشروع الامريكي مع تراجع محتمل للمشروع الشيعي الايراني .
القسم الثاني :
ما هي سيناريوهات المواجهة المتوقعة بين ايران والغرب وما هو تأثير كل سيناريو على الوضع العراقي الحالي ؟
المشهد الاول : المواجهة
مؤشرات القوة في هذا المشهد يمكن ان نحددها بالاتي :
ان الولايات المتحدة تدرك ان امتلاك ايران للسلاح النووي يشكل تهديداً خطيراً للمصالح الامريكية في المنطقة وخاصة الخليج العربي .
ان الويات المتحدة تدرك ان استراتيجية ايران هي استراتيجية توسعية في المنطقة وهذا يزيد من تخوفها .
ان ايران تشكل تهديداً لاسرائيل وهذا دفع بالاخيرة الى القول باحتمالية تعرض ايران لضربة استباقية .
ان يران لها امتدادات في العراق وهذا يهدد المشروع الامريكي الذي يطمح الى جعل العراق احدى مرتكزات المنظومة الامريكية .
غير ان نقاط الضعف في هذا المشهد يتجسد بالتالي :
ان الولايات المتحدة منشغلة بترتيبات كبيرة في المنطقة وابرزها اعاد هيكلة المنظومة الامنية في جنوب شرق اسيا وجنوب غرب اسيا واسيا الوسطى باعتبار انها شكل جبهة ما يسمى بالارهاب العالي .
ان المأزق الذي تمر به الولايات المتحدة في العراق يحتم عليها ان نهي الملف العراقي قبل الانتقال الى ملف اخر .
ان الولايات المتحدة تدرك ان ايران بلد كبير لديه حدود كبيرة برية وبحرية وبالتالي ايران ليست كالعراق اضافة الى ان الولايات المتحدة بحاجة الى تجميع ملف ضخم حيال ايران كما هو حال العراق الذي استمر الامر لاكثر من 13 سنة .
تاثيرات مشهد المواجهة على الوضع العراقي
في حال تبني الولايات المحدة لخيار المواجهة مع ايران فان الاخيرة قد تلجاء الى سياسة احراق المنطقة من خلال الاختراق الامني الايراني في العراق فانه من المتوقع ان تلجاء ايران الى نقل ساحة المواجهة مع الولايات المتحدة الى العراق وان يكون العراق الساحة المثلى للمواجهة من خلال اغراق الساحة العراقية بالعناصر الارهابية التي تعمل الى بث العنف المسلح وقد يقود ذلك الى فك عقد المعادلة العراقية .
المشهد الثاني : التفاوض
تكمن مؤشرات القوة في هذا المشهد الاتي :
ان الولايات المتحدة تدرك ان الجبهة الغربية غير مكتملة وان تجربة العراق التي تعتبر تجربة فاشلة من وجهة نظر اوربا فان امريكيا بحاجة الى اقناع اوربا بضرورة المواجهة ولك الاوربيين ينظرون اليوم للموضوع من زاوية امكانية حسم الخلاف م ايران عبر المفاوضات .
ان ايران متعظة من التجربة العراقية وما يسببه التصلب في المواقف وبالتالي فانها قد تبدي اللين المطلوب خاصة وان اوربا نظر للموضوع من ذات الزاوية.
ان الولايات المتحدة ترى ان التحديات التي تواجها خطيرة في هذه المرحلة وان الامريكيين غير مستعدين الدخول في واجهة قد تكون حجم الخسائر فيها اكبر من العراق .
بينما نجد ان مؤشرات الضعف في هذا المشهد الاتي:
ان تجربة الولايات المتحدة عبر التاريخ تثبت انها قريبة لاستراتيجيات المواجهة منها الى استراتيجيات الحوار انطلاقاً من منطق القوة والغطرسة الامريكية .
ان الولايات المتحدة عاقدة العزم على الخروج من العراق وحجم القواعد العسكرية التي اقامتها في العراق يهيء لها ان تشكل عنصر ضغط وخنق لايران وهذا قد يضعف ايران عسكرياً .
ان الولايات المتحدة تدرك ان ايران قد خرجت عن نطاق الدور السياسي المرسوم لها وبالتالي فان الدور الايراني الجديد يهدد الولايات المتحدة .
ان ايران اليوم في قبضة الفكر الاصولي المتشدد الذي يؤمن بالتوسع وبناء القوة الايرانية اضافة الى ان السلطة الجديدة تفتقد الى التجربة التي يمتلكها اخرون .
تاثيرات مشهد التفاوض على الوضع العراقي
ان ايران في نطاق هذا المشهد قد تلعب في الوضع العراقي كورقة ضغط من حيث استحصال مكاسب في المفاوضات عبر الضغط على الولايات المتحدة من خلال الورقة العراقية وفي ذات الوقت قد تلجاء امريكا الى استخدام العراق كورقة ضغط خطيرة على ايران من اجل تحريك مسار المفاوضات لصالحها وخاصة بد مرور العراق باستحقاق الانتخابات ووصول حكومة مغايرة لذات التوجه للحكومة الحالية وتاثيرات هذا المشهد تنصب في كفة الدولة التي تلعب بقوة في موضوع الملف العراق سواء كان هذا لايران ام الولايات المتحدة